أكيد أن أغلبية قراء موضوعنا هذا قد وصلتهم في يوما ما رسالة SMS أو أكثر تحمل صيغة أو مضمون "مبروك لقد فزت بالجائزة الفلانية.. فاتصل على الرقم التالي لتحصل عليها"
وإذا لم يشغل المتلقي دماغه ومنطق العقل لديه، وانساق وراء رغبة الشراء أو حيازة ذلك المال أو تلك الجائزة فإنه سيشكل الرقم المرفق بالرسالة الإلكترونية ويتصل ليتفاجأ بتسجيل صوتي يتحدث فيه صاحبه على أقل من مهله، لتمضي الدقائق ويتضاعف ثمن المكالمة الهاتفية الباهظ سعر الدقيقة الواحدة منها، فيجد المتصل الغلبان أن رصيده الهاتفي قد استهلك في لحظات معدودة حتى دون أن يستطيع إكمال مشوار عملية النصب تلك إلى نهايته، وفعلا لا يمكننا وصف ذلك إلا بكونه شكل "تكنولوجي" من أشكال النصب والاحتيال صار شائعا جدا في مجتمعنا وبات من الضروري التحذير منه.....
Bank Algeria يهديكم أرصدة بالدولار ورحلات لفرنسا
مبروك لقد فزت بسيارة هامر
وبغض النظر عن هوية وطبيعة الجهات القائمة على إرسال مثل تلك الرسائل الإلكترونية "الكاذبة" للمواطنين "الغلابى" أو إن كانت الصفة التي يعرفون بها أنفسهم حقيقية أم أنها مجرد انتحال لشخصيات الغير مثلما حدث مع من اختاروا الأستاذ جورج قرداحي المقترن اسمه بربح الملايين لزيادة نزعة "الطمع اللي يخسر الطبع" لدى متلقي تلك الرسائل.. قلنا بغض النظر عن ذلك فإنه لا يمكن اعتبار تلك الطريقة سوى احتيالا ونصبا واستغلالا لأحلام وآمال المساكين واستنزافا لجيوبهم التي مزقتها الفاقة والحاجة، ولا مجال أبدا للتحجج بكونها مجرد مسابقات، فمن أراد القيام بمسابقة فليكن أمينا مع الناس ويخبرهم أنه سيجري لهم اختبارا حتى يفوزوا بالجائزة المذكورة -هذا إن وجدت أصلا- مع ذكر تسعيرة الدقيقة الواحدة من الاتصال بهم ليكون لهم الخيار في الاتصال أم لا، أما أن يرسلوا للشخص SMS يدغدغون فيها رغبته المتوحشة في الثراء أو حتى نيل بعض المال أو الزواج، ويؤكدون له أن باب السعد قد فتح له، وقد فاز بكنز علي بابا وهو جالس في بيته، فهذا احتيال نحذر الناس من الوقوع فيه ومن تصديق هذه الرسائل الكاذبة، فالمشاركة معهم تشبه القمار، فأنت تخسر الكثير من المال على ربح غير مضمون، لا بل غير موجود إطلاقا.